>
بحث مخصص

الأربعاء، 19 نوفمبر 2008





اشرف توفيق..اللي مالوش خير في حاتم ..مالوش خير في مصر
(الشعب في خدمة الشرطة ) كان هذا هو العنوان الصادم لاول مقال لأشرف توفيق  في الدستور ...وهو بالمناسبه مدون جيد وصاحب مدونة اخف دم ..كما انه شاعرممتاز فاز بالمركز الاول في مسابفات مصر في القصيدة العامية اكثر من مرة .وله عدد من الدواوين .
اسلوب توفيق اشبه مايكون بكاتب السيناريو ..وهو ماستلمحة في مساهماته الصحفية في صفحات الدستورو غيرها ..
في صفحة بلكونه ومشربيه كتب اشرف موضوعا جميلا اعتقد انه سيعجبكم..تحت عنوان فيلم الاسبوع (سيناريو بقي)
يقول توفيق...
 

لم أكن أعرف أن زيارتي إلي حي «المرج» سوف تنتهي هذه النهاية الجميلة وسوف أتعلم منها ما لم أتعلمه من أمي وأبي والليالي وبرنامج «البيت بيتك»!!

وحي «المرج» لمن لا يعرفه ولم تسعفه الأيام السعيدة لأن ينظر إلي جمال طلعته البهية هو حي شعبي يقطنه الشعب «المرجي» الطيب.. يقع في أطراف القاهرة النائية حتي إنني أشعر بأن سائق المترو العزيز الذي يقلنا إلي هناك كل مرة يتوقف قبل «المرج» قليلا ليسأل أحداً من المارة: هوه الطريق كده صح؟


وكلامي ليس عن شعب «المرج» العريق ولكن عن منطقة تهملها الحكومة تماماً ولا تهتم بها ولم أسمع أبداً عن تطوير أي مرفق من مرافقها حتي إنني اقترحت من قبل أن يكون في «المرج» سفارة لمصر هناك!!

«المرج» منطقة لا ترتاح لها الكهرباء ولا مياه الشرب، وهذا بسبب بعض الحزازات النفسية بينهم!! مما أدي إلي استسلام الحي التام إذا انقطعت الكهرباء طوال الليل أو انقطاع المياه أكثر من يوم .. ورغم أن الحديث الشريف أخبرنا فيما معناه أنه من العيب أن يخاصم أحد فوق ثلاث ليال فإن المياه والكهرباء قلبهما أسود فربما خاصما أهالي الحي أكثر من أسبوع.. مما جعل أهالي الحي الطيبين- مثل كل شعب مصر الطيب- يقسمون جميعاً أن الميه والكهربا مش هيوردوا علي جنة!!

السؤال البديهي: ولماذا تذهب إلي هناك؟! والجواب البديهي: لأن «حكومتي» القادمة مستقبلاً هناك.. ومصطلح «الحكومة» يقصد به شيئان كلاهما مرّ.. ولكن كما أنه «علشان الشوك اللي في الورد باحب الورد» فبالنسبة لي «علشان حكومتي اللي في المرج باحب المرج»!!

إذن فما دخل الشرطة في الأمر؟.. كنا نستعد لركوب سيارة ميكروباص في المرج أنا ومعي «الحكومة» وأم «الحكومة» وأخوات «الحكومة».. ووجدنا واحدة بعد جهد جهيد وزحام شديد وما إن تحركت بنا هذه الكتلة المعدنية التي يطلق عليها مجازاً مصطلح «ميكروباص» حتي اقترب منا اثنان من أمناء الشرطة فتوقف الكائن المعدني.. ليقول لنا أحدهما: انزلوا ياجماعة!!

أول ما تبادر إلي ذهني أنه تفتيش مفاجئ، وإن الراجل بيشوف شغله وأخذت أدعبس في جيبي علي أي كارنيه أتمنظر بيه حتي ولو كان كارنيه قصر ثقافة.. وجهزت سيلاً من كلمات المدح وكيف أنهم هم رجالات مصر البواسل.. أسود في البر.. نسور في الجو.. وحوش في البحر.. بحرية.. بحرية.. بحرية!!

ولكن عندما نزلت من الميكروباص وجدت الابتسامة علي شفاه من معي ويبحثون بأعينهم عن ميكروباص آخر ببساطة كما أن أميني الشرطة استقلا الميكروباص لينطلق بهما!!

والحقيقة التي اكتشفتها بعد مرور ساعات من الصدمة هي أن أي أمين شرطة هناك ببساطة- وهذا شيء معتاد- يمكنه أن يوقف أتوبيساً كاملاً ويطلب من الركاب النزول ليركب هو حتي يوصله السائق إلي المكان الذي يريده ولا عزاء للشعب الغلبان الذي أمنية حياته أن يجد مكاناً في ميكروباص وأن يجد رغيف عيش من أبو شلن !!

هل أمين الشرطة يستخدم الميكروباص المغتصَب في مهمة قومية مثلا .. وهل قال للسائق عند انطلاقه: مصر محتاجالك يا أسطي!!

إذا كانت مهمة رسمية فلماذا لا يستخدم الأمين سيارات الشرطة المعتادة.. هل وصلت أزمة البنزين إلي الشرطة؟؟ وهل لا تملك وزارة الداخلية سيارات تكفي رجالها؟؟ إذن فمن أين تأتي كل هذه السيارات المصفحة والمدرعة التي تنتشر بغزارة أمطار يناير عند أول حديث هامس عن مظاهرة في ميدان طلعت حرب؟ وإذا كانت مهمة عائلية خاصة للأمين أو توصيلة مجانية لبيته فهل من حقه أن يظلم عائلات بأكملها تريد الوصول لبيتها في عز الحر، وبعد أن تتكبد الصعاب في سبيل الوصول لكرسي مهترئ في ميكروباص.. يأتي اسم النبي حارسه وصاينه لأنه يرتدي البدلة الميري فيقذف كل هؤلاء إلي حر الطريق مرة أخري؟؟

ثم ما ذنب السائق المسكين الذي خرج من صبيحة ربنا بعد أن اصطبح بساندويتش الفول الذي أصبح بجنيه وربع من غير سلطات.. ودفع مصاريف أولاده الذين يتعلمون في مدارس التعليم الذي يطلق عليه كذباً «المجاني».. ودب خناقة معتبرة مع مراته ع الصبح عشان مصاريف هدوم المدارس التي أتت مع رمضان مع العيد ليحاول بعد الخناقة أن يرمي زوجته بالزيت المغلي فيتذكر أن إزازة الزيت بقت بحداشر جنيه فيتراجع ويفكر أن يقتلها بالكهرباء، فيتذكر أن فاتورة الكهربا بتيجي نار ومش ناقصين زيادة استخدام رغم إن مفيش كهربا أصلاً في الحي كله أحيانا.. وبعد معاناة فكرية حول كيفية قتل زوجته..يقرر أن يتركها للحكومة وهيه هتتكفل بيها!!

ما ذنب هذا السائق لكي يعود إلي بيته وزوجته خالي الوفاض بعد معاناة يوم عمل شاق في خدمة سيادة أمين الشرطة؟؟ وعندما تسأله زوجته عن سبب تعبه يرد عليها متهالكا:« مصر بقت خدمتها صعبة قوي» ..باعتبار ان «اللي مالوش خير في حاتم.. مالوش خير في مصر»!!




هناك تعليقان (2):

black hawk يقول...

ياعم اسلام اكويس ان انتو نزلتو منة ماخدكوش معا احمد ربنا على النعمة الى انت فيها..احب افرحك الشرطة المصرية جيبة تويوتا كامرى للى ميعرفش ان العرية دى بتجلهم و سكودة يا بشا وقرى الموضوع الجى ليا وانت تعرف يعنى اية العربيتين دول .ومضوع جامد يامرجى بااااااااااى

اسلام محمد ابراهيم محمد الديهي يقول...

انا قريت الموضوع بتاعك يامعلم وعجبني بس مشكله في تعليقك علي موضوعي انت كان قصدك ياخدنا فين؟...
ارجو الرد للاهمية...

حلاوة روح

اختبار الحب الحقيقي

اختبار الحب

اختبار الحب بين شخصين ... اكتب اسم الشخص الاول ثم اسم الشخص الثاني واضفط على احسب ... تكتب الأسماء بالحروف الإنجليزية فقط.

+ =

searsh