>
بحث مخصص

الاثنين، 16 مارس 2009

ميادة مدحت : عندما تكتب مصر في حلاوة روح


هل قرا احدكم شيئا كتبته مصر؟ ..بالتأكيد قد يكون هذا السؤال صادم وبالقطع لن يجيب احد عليه ..ولكنني ازعم انني قد قرأت مثل هذا النص الذي اعتقد ان مصركتبته ..وللعلم سعر المخدرات عالي جدا ولا اقوي عليه حتي لا تتهمني(( باللي باللك فيه))..استغرب كما يريد لك الله ان تستغرب ولكن انني لم اكن مبالغا عندما قلت ان مصر كتبت واني قرأت ..ولتتاكد مما اقول يمكنك ان تنحي كلمات علي وزن الواد اتجنن او ياعيني يابني وكذلك لاحول الله ياضنايا...المقالة القادمة والتي اعرض لها كتبتها صحفية شابة ..استطاعت كما تفعل كل يوم ان تختصر البلد كله في عدة كلمات ..مما يعيدنا لهاجسي السابق ان تلك السمراء النحيفة تكتب وكأنها مصر حتي وان كانت كلماتها تخصها هي وان كانت تتحدث عن اوجاعها هي الا انها تنظر من شرفة كلماتها مباشرة الي اوجاعنا نحن والامنا نحن ..وبدون ان اصنع مقدمة طويله اتركك معها لكي تتعرف عليها بنفسك واعدك انك في نهاية المقاله سوف تصبح صديقا لها ..وبالتأكيد سوف تتدعو لي ..
اترككم مع مقالة ميادة مدحت الصحفية في الكرامة والدستور والمدونة المصرية صاحبة العامود الاسبوعي في الشرق المغاربي تقول
مياده:تحت عنوان
رباط الدعارة المقدس
اتجاوزت السابعة والعشرين ولا أريد أن أتزوج. ما العجب فى هذا؟ نعم أحلم بيوم أستيقظ فيه من نومى فلا أجد نفسى وحيدة فى الفراش، وأتمنى أن أجد من يشاركنى أفراحى وأحزانى، من أخبىء رأسى فى صدره لو انقطع التيار الكهربائى فأظلمت الدنيا فجأة.
أعشق الأطفال وأريد ولدا وبنتا لكننى لا أريد أن أتزوج لأننى أكره الزواج وأرثى لحال أغلب المتزوجين. فالزواج فى وطنى علاقة آثمة قوامها جسد المرأة ونقود الرجل واحيانا العكس ومن لا يصدقنى فليسأل نفسه متى يقال للفتاة: كبرتى وبقيتى عروسة؟ عندما يستدير جسدها، أما الرجل فيقول عنه المصريون : لا يعيبه سوى جيبه! وبالتالى إذا جاء العريس بشقة وألقى بقرشين لأهل العروس صارت حله وحلاله والاسم زواج على سنة الله ورسوله!!!! 
أى شرع وأى سنة ؟ وأين المودة والرحمة؟ لا يهم، المهم أن العروس جسدها فائر ولا يهم سنها حتى لو كانت مجرد طفلة لا تعى بعد مسئوليات الزواج، حتى وإن كانت خضراء الدمن كما قال النبى صلى الله عليه وسلم ومادامت ستدارى عقلها وتطمس شخصيتها وترقع بكارتها فجمالها يكفى. وأين الحب؟ لا يهم مادام العريس متيسر الحال ولديه شقة وسيارة ولا يهم سنه أو أخلاقه أو سمعته السيئة. ويرفض الشاب أن يتزوج من أحبته وأحبها والحجة أنه لن يتزوج فتاة مشى معاها قبل الزواج فيتزوج ممن لم تعرفه قبل الزواج لكن ربما عرفت عشرات قبله! أين التفاهم؟ سيأتى بعد الزواج .. يقولون هذا ويتزوجون فلا هى عرفته ولا هو أحبها ويستمر الزواج فلا الحب يأتى ولا التفاهم ولكن يأتى إلى الدنيا أطفال يرضعون النفاق ويفتقدون الحب والنتيجة ؟ مجتمع مفكك وضائع لا يقيم وزنا للعلاقات الراقية ولا للمشاعر الحميمة. 
لهذا لا أريد أن أتزوج رجلا أكذب عليه ويكذب على . لا أريد ان أقضى ما بقى من عمرى فى سفاح مقنع أبيت فى فراش رجل لا أحبه ولا أعرفه، أعد له الطعام بلا شهية وأحمل اسمه دون أن أحمل صورته فى قلبى. أريد رجلا يقبلنى بعيوبى وأقبله بعيوبه، لا يندهش من صراحتى ولا يستنكر جرأتى، يحترم خجلى فى حضرته ولا يستغل شوقى فى لقائه. لا أتصور نفسى أبالغ فى التأنق والتجمل وبداخلى حزن وفوضى ثم أخرج حاملة الشاى والجاتوه كمن يحمل كفنه على يديه لأدخل إلى رجل لم أره من قبل يتأمل فى كيفما شاء ويلقى على أسئلة مملة ومكررة واسأله أسئلة لا تعنينى إجاباتها ثم أرتدى دبلة من الذهب أو الألماس كلما لمعت فى الشمس شعرت بها حول رقبتى لا حول إصبعى لأن الاسم الذى كتب عليها ليس اسم حبيبى. 
لن أتزوج إلا عن حب ولو وضعوا الشمس عن يمينى والقمر عن يسارى ولو أخطا قلبى ألف مرة فألف خطأ أهون عندى من خطيئة واحدة يسمونها مجازا زواج الصالونات. أعلم أننا صرنا فى زمن صعب بل فى زمن المستحيل فكثيرون من شباب جيلى وبناته لا يجدون حتى الزواج التقليدى ولكننى لست بحالمة ولا واهمة إنما هو العقل والضمير يحتمان على ألا اخالف الشريعة التى ارتضاها وجدانى، فمن غير المعقول أن أدخل معركة تلو الأخرى عبر كتاباتى مطالبة بحرية الوطن وكرامة المواطن وأنا لا أملك حريتى ولا أحترم كرامة قلبى.
هل وجدت من أبحث عنه؟ لا .. لكننى وجدت نفسى واستعدت كرامتى ، وأعرف فتيات لم يستطعن المقاومة وخارت قواهم أمام العريس "اللقطة" إحداهن تستعد الآن للزواج الثالث فى حياتها والثانية تعيش خادمة لأهل زوجها الذى يكبرها بثمانية عشر عاما والثالثة رضخت لأهلها وتزوجت قريبها المتدين الخجول فعاشت معه عاما كاملا لتعود إلى منزل أبيها مطلقة عذراء! أعرف أصدقاء يعيشون بين أب وأم يضربان بعضهما بالأحذية وبكل ما ملكت أيمانهما وقد كبر الثلاثة وتزوجوا ومازال الأب والأم متزوجان ومازالت الأحذية تتطاير فى سقف جحيمهم- عفوا- منزلهم كل يوم.
أعرف عائلات لا تعترف بالحب ولا تقيم وزنا للتفاهم ومازال معيار القبول عندهم هو الثروة أو الجاه أو كليهما معا. وأعرف فتيات يفرغن عقولهن يوميا من أى معرفة ويعدن حشو ملابسهن الداخلية ليظهرن أجمل وأكثر امتلاءا، بل إنى أعرف مجتمعا يقنن الدعارة ويبارك الكذب ويبيح نوم الأغراب معا فى فراش واحد مادام هناك عقد موثق على يد مأذون! وأعرف فتاة مستعدة أن تنتظر عمرها كله رجلا بحق يحب متناقضاتها ويحتوى ثورتها ويقبل أن تحمل هذه المتناقضات اسمه وأن تنجب تلك الثورة أولاده وبناته لكن شريطة أن تبادله حبا بحب وإلا أصبح كل ما يربطهما هو رباط الدعارة المقدس.

وانتظروا قريبا ميادة مدحت في مقالات اخري


 


هناك 10 تعليقات:

elhadidi يقول...

اولا المقاله رائعة وبالفعل فقد تحول الزواج في مجتمعنا من علاقة انسانية رفيعه الى درب من دروب المتجارة كما تحولت من قبله بلدنا من ام الدنيا الى ام الفساد وان كان عنوان مقالتك (رباط الدعارة المقدس ) صادم وقد لا يليق بتلك العلاقة المقدسة حتى وان اخطأ في تفسيرها وتطبيقها البعض
على العموم مقالة تحفه

غير معرف يقول...

أشكرك
والحمد لله أن لاقت استحسانك

غير معرف يقول...

أشكرك
والحمد لله أن لاقت استحسانك

black hawk يقول...

مبروك ليكى على اول موضوع فى حلاوة روح .
مقالك وصف وجة نظرك فى الى بيحصل بس الحكاية مش كدة اوى فى ناس بتتزوج عن حب وبتحارب الدنيا ...وكلام الافلام دة وبعد كدة بيكتشفو انهم مبيحبوش بعض .يبقى الزواج دة مقدس ولا لا . طب دة يبقى جواز اية ؟؟؟

غير معرف يقول...

أولا أشكرك على التعليق
ثانيا: مين قالك ان اللى بنشوفه فى الافلام العربى ده حب؟ فيه فرق كبير جدا بين انك تلاقى توأم روحك اللى فيه تكافؤ بينكم فى كل حاجة وفيه مودة ورحمة تتزرع فى قلوبكم أول ما تشوفوا بعض وبين النزوات العابرة أو الانبهار بالشكل أو بوهم الحب
الحب اللى أقصده أكبر من كده وأعقل بكتير من مجرد لهفه وقتية أو انفعلالات مراهقة

غير معرف يقول...

انا شايف ان المقالة فيها شويـ(تين) تشدد لان عمر الجواز ماكان كده ولانه العلاقة الشرعية الاصلح لاى اتنين وان كان فيه شوية عقد ومشاكل فى بعض الاحيان بس ماينفعش برضو نعمم الشواذ على القضية ككل..
اه سورى .. اهلا وسهلا
بيكي فى حلاوة روح طبعا ..
كريم

غير معرف يقول...

وعلى فكرة انا متفق معاكى تماما بالنسبة للى بيدور دلوقتى من الرجل والاهل والتحكم اللى بيأدى لكره المراة والرجل ايضا فى الزواج عشان زى مابيحكموا على البنت تتجوز وهى صغيرة من اللى مابتحبهوش -او خلينا نقول من واحد ماتعرفهوش - بيحكموا على الراجل -فى ظل الازمة العالمية الاقتصادية ال ... - انه يجيب ويجيب ويجيب .. وبالنسبة لموضوع ان الولد مابيتجوزش واحدة مشي معاها فأنا أعتقد ان ديننا وعاداتنا وتقاليدنا -المفروض- انها مابتقبلش بحكاية "مشى" معاها دى اصلا فما بالك انه يتجوز واحدة كده ، فبيفضل الشاب انه يرتبط بواحدة مايعرفش عنها غير كل خير احسن مايرتبط بواحدة " كان ماشي معاها "
ومعلش عشان طولت النقطة كلها ف فترة الخطوبة بحيث تبقي البنت ماشية تمام وهاتعرف اللى هاتتجوزه والولد كمان ولو ماحصلش نصيب يبقى مافيش اى مشكلة بالنسبة للبنت عشان الواحد بيتعامل مع خطيبته غير ما يتعامل مع واحدة "ماشي معاها"

غير معرف يقول...

ميرسى يا كريم على التعليق
بس انا مش فاهمة ليه بيصر البعض خلينا نقول الاغلبية الساحقة الماحقة من الرجالة انه يسموا حبيبتهم البنت اللى انا ماشى معاها؟؟؟؟
أما بالنسبة للخطوبة عايزة أقولك انه عكس ما انت متخيل لما الواحدة تعرف واحد بالكتير اوى 10 خمستاشر واحد هايعرفوا القصة لكن فى الخطوبة البلد كلها بتعرف وبتتحسب على البنت جدا للاسف
غير ان الخطوبة نفسها ممكن تيجى غصب
وعلى فكرة صدقنى الواحد اللى مش محترم بيكون كده سواء مع البنت اللى ماشى معاها او مع خطيبته مش فارقة كتير

اسلام محمد ابراهيم محمد الديهي يقول...

انا علي فكرة ياجماعة مبسوط جدا بحالة الجدل الجميله دي

غير معرف يقول...

ربنا يبسطك دايما يا اسلام وميرسى جدا ليك انك ادتنى مساحة صغيرة فى مدونتكم المتميزة
وميرسى كمان على المقدمة الرائعة اللى عملتها عنى واللى خلتنى بكيت من التأثر

حلاوة روح

اختبار الحب الحقيقي

اختبار الحب

اختبار الحب بين شخصين ... اكتب اسم الشخص الاول ثم اسم الشخص الثاني واضفط على احسب ... تكتب الأسماء بالحروف الإنجليزية فقط.

+ =

searsh